الأحد، 29 مايو 2011

" الإمَـارات قديمـاً " !

" الإمَـارات قديمـاً " !
- - - - - - - - - - - - - - - - - ~


قبل أن تكون وزارة التربية والتعليم وتنتشر المدارس الحكومية
في دولة الإمارات العربية المتحدة
كانت هناك بعض الكتاتيب التي تعلم القرآن الكريم والدين
ومبادئ القراءة والكتابة والخط والحساب
ويشرف عليها شخص يمسى ( المطوع )
ويضع معه عند الحاجة من يساعده في أداء المهمة
إهتمت الإمارات بالتعليم منذ القدم وكانت بداية التعليم قديما
عن طريق هذه الكتاتيب التي يرجع لها الفضل في نشر العلم في الإمارات قديما
بالرغم من بدائيه التعليم في الكتاتيب ولقد انتشرت الكتاتيب
في مختلف أنحاء البلاد والتحق بها الصبية والبنات
لتعلم مبادئ الحساب وحفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية
وتدار هذه الكتاتيب بواسطة " المطوع"
وهو بمثابة المعلم في الوقت الحالي وهي مهنة توارثوها العاملين بها عن آبائهم
فعندما يصل عمر الطفل الى السادسة أو السابعة أو أصغر
من ذلك ترغب عائلته بالحاقه في أحد الكتاتيب ليتعلم قراءة القرآن
ويجيد المبادئ في القراءة والكتابة
ونظرا لانشغال الآباء في البحث عن لقمة العيش أثناء موسم الغوص
أو الأسفار في البر والبحر سعيا وراء الرزق
فقد كانت المراة هي التي تتولى مهمة تسجيل الأبن للدراسة على يد أحد المطاوعة
في الفريج وتخطره برغبة الأسرة في تعليم أبنها عنده وتقول له
( هذا ولديه أبغيكم أتعلمونه ) ويرد المطوع ( إن شاء الله )
أو تقول للمطوع هذا ولدنا يايبينه الكم –
سلموا عينه وعظامه واللحم الكم ) وهذا يعني بأن يتولى المطوع
تربية الولد وتهذيبه أو تأديبه ومن ثم تعليمه.
واذا أخل الولد بواجباته او تأخر في الدراسة أو بدرت منه خطيئة
فان هذا يعرضه للضرب المبرح والحبس على يد المطوع.
وكان الأهالي في السابق يؤيدون طريقة المطوع في
تأديب الولد وعدم تركه لأهوائه ونزواته ويولي المطوع الولد
الذي حضر لتوه للتعليم إهتماما خاصا وعناية فائقة حتى
يلحق بباقي زملائه في الدرس، كما يسترعي الولد الجديد
إنتباه الدراسين فيعملون على مساعدته وتدريبه على حفظ الآيات.
وعند حضور الأولاد الى المطوع يحمل كل وأحد منهم
غرشة بها ماء للشرب تحتوي على علامات حمراء أو صفراء أو زرقاء
وذلك لتميزها عن بعضها بعضا ويدفن كل واحد ( غرشته )
في الطين حتى يظل الماء باردا ولا يتعرض لحرارة الشمس
ونلاحظ من أمام كل ولد أداة تسمى ( المرفع ) خشبتان
على شكل x يوضع عليها القرآن الكريم تستعمل في حمل المصحف أو( الجزور)
الجزء الذي يحتوي على سورتان أو سور ة من القران الكريم.
والمرفع نوعان : النوع الأول من خشب الساي وهذا النوع
يستعمله أولاد الشيوخ وأبناء التجار
والنوع الثاني عبارة عن ( بيب من الصفيح الذي يجلب فيه الكيروسين
( الكاز) وهذا النوع من المرافع كان يستعمله أبناء الأسر المتوسطة والفقيرة ॥

الكتاتيب هي عبارة عن عريش يتم تدريس الصبية والبنات
وهم جالسين على الأرض ومعهم أدواتهم وهي عبارة عن صندوق الخشب
لكي يتم حفظ أدواته بها ومنها "اللوح" التي يجهزه
كل ولي الأمر لابنة وهي قطعة من الخشب مدهون بنوع من الطين اللزج
لكي يكتب علية حروف الهجاء و إذا حفظ الولد الدرس
يتم غسلها من قبل الصبي لكي يتم كتابة الدرس التالي على اللوح
وفي الكتاتيب يتم تحفيظ الدراسيين قراءة القرآن الكريم وقلة
من الدراسيين من يستطيع تلاوة القرآن لوحدة بدون مساعدة المطوع
وكان المطوع يكرر على الصبية الآية القرائية والصبية يكرروا من ورائه إلي أن يتم حفظها.
والمدرسة أنذاك هي عبارة عن منزل صغير قديم يملكه المطوع أو يستأجره بأبخس الاثمان
ويجهزه بأنواع بدائية من الاثاث واللوازم مثل الحصر للجلوس عليها والحِب لمياه
الشرب وبعض الألواح الخشبية السوداء للكتابة عليها
وبعض الأثاث البسيط ككرسي المطوع مثلا .
وكان الناس يأتون بأولادهم الى تلك المدارس فيتساومون
مع المطوع عن نوعية الأجور فمنهم
من يدفع راتبا شهريا عن ابنه يسمى ( مشاهرة ) ومنهم من يتفق معه على أجر مقطوع
يسمى ( قطوعه ) يدفع له بعد ختم القرآن .
وغير هذا فإنه من حق المطوع أن يجمع من طلابه المبالغ
والهدايا والصدقات طبقا لمناسباتها مثل :
الخميسية : مبلغ يدفع كل خميس
العيدية : مبلغ يقدم في الأعياد
النافلة : صدقة للمناسبات الدينية
الفطرة : صدقة رمضان
الختمة : الهدايا التي تقدم بعد ختم الطالب للقرآن
وغير هذا كأجور المياه والإعانات الطارئة .
وفي يوم الأربعاء من كل أسبوع ينادي المطوع
على تلاميذه ويذكرهم بإحضار ( الخميسية ) وهي الأجرة الإسبوعية
التي يتقاضاها المطوع ويقول: ( باجر الخميس اللي يغيب يخيس )
وفي يوم الخميس يجري المطوع إختبارا للتلاميذ يستمع فيه
إلى حفظ الدروس السابقة فإذا أجتاز التلميذ هذا الأختبار يقولون
( افلان غيب) وهي كلمة تطلق على الأبن أو الولد الذي
نجح في حفظ القرآن الكريم أو جزء أو جزئين.
فعندما يجتاز التلميذ حفظ الآيات من الحمد إلى الفجر
أو جزء عم يقولون ( افلان غيب) وهذا يعني على هذا الولد
( هدة ) وهي سماح المطوع للصبيان بالخروج على أن يدفع هذا الولد
أجرة المطوع وهي روبية او ربيتين.
وعند العصر يسمح المطوع للتلاميذ بالذهاب إلى
منازلهم قبل موعد الدوام العادي الذي عادة مايكون قبل المغرب.
ويحدد المطوع مواعيد الدراسة عن طريق ( ظل الشمس )
فاذا وصلت الظلال عند الخط المرسوم في الأرض
أو عند حدود المنزل يعرف المطوع بأن الوقت للانصراف قد حان،
فيطرق بعصا على أداة من الصفيح معلنا انتهاء الدرس.
كما استعمل ( المنحاز ) وهو أداة تستعمل لدق البهارات
في الاعلان عن بداية ونهاية الدراسة في الكتاتيب .
وعند سماع الأولاد لقرعات المطوع معلنا نهاية فترة الدراسة
يندفعون خارج منزل المطوع مسرعين حاملين معهم أدواتهم
ومصاحفهم وأثناء خروجهم يرددون بعض الأناشيد أو الكلمات
وهي أناشيد جميلة تعبر عن فرحتهم بإتتهاء الدرس.
هــدونا .... هــدة غــداهــدونا ... هــدة غــدا
بندر الكوس ... الله هدانابندر الكوس ... سكر غدانا
وإذا تغيب أحد الاولاد عن الدرس دون عذر معروف
يختار المطوع ثلاثة من الأولاد أكبرهم سنا ...
ويرسلهم في البحث عن الولد لإحضاره إلى منزل المطوع
ويذهبون للبحث على البحر أو في أماكن صيد الطيور في البر.
وعندما يشاهدونه ينقضون عليه ويحملونه من يديه
ورجليه ويذهبون به إلى المطوع وأثناء ذلك ترتفع أصوات الاولاد
ويقولون ( يبناه يبناه ) أي أحضرنا الولد الهارب ثم يدخلون به على المطوع ..
ويقوم المطوع بضربه بالعصا ( المطرق ) وربطه بالفلقة وحبسه في السدرة حتى يعلن توبته.


- - - - - - - - - - - - - - - - - ~
A.R

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق